الدبلة.. لماذا "يخلعها" الرجل بعد الزواج؟

معانقة اليد للدبلة حلم جميل طالما تمنته الفتاة وتمناه الفتى في أمسية حالمة متألقة.
يروى أن أول من ابتدع الدبلة هم الفراعنة، حيث كانت في البداية قيد حديدي يضم يد العريس والعروس عند خروجهما من بيت أبيها، فيركب العريس جواده وهي سائرة خلفه مع هذا القيد الحديدي حتى يصلا إلى بيت الزوجية.
تعتبر الدبلة موروثاً اجتماعياً عربياً مستمداً من الثقافة الأجنبية إلا أنه من الطقوس الهامة في حياة الأسر في معظم البلاد كونه الهدية الأقوى التي تظل عالقة في الذاكرة، وتختصر في كثير من الأحيان مراسيم عقد النكاح الطويلة لتنتقل بخطوات العروسين إلى عش الزوجية.
أما اليوم فقد انتهت الدبلة إلى الشكل المعروف والمتمثل بالدائرة التي ليس لها حدود أو نهاية، وترمز إلى الارتباط بالزواج والحب الذي لا حدود ولا نهاية له أيضا، وهكذا المفروض، فيكتمل هنا المعنى الشكلي والمعنوي لدبلة الخطوبة كما ورد في اللغات الشرقية القديمة.
يتساءل أحدهم إذا كان لبس الدبلة بداية ارتباط وزواج، فهل يعني خلعها بداية انفصال وطلاق؟ ويتساءل آخر متهكما لماذا يتم لبسها في فترة الخطوبة باليد اليمنى وعند حفلة الزواج يتم نقلها الى اليد اليسرى؟
يقال إن عادة لبسها في بنصر اليد اليسرى مأخوذة من اعتقاد أن عرق القلب النابض يمر في هذا الإصبع، ولهذا الاعتقاد الصيني تفسير جميل وطريف حيث من أراد أن يتأكد من هذا ما عليه إلا أن يفتح كفيه ويجعلهما متقابلين كأنه على وشك التصفيق ويثني الإصبعين في الوسط إلى الأسفل بشكل متلاصق ويلصق باقي الأصابع، ومن ثم فأنه يستطيع فصل إصبعي الإبهام والسبابة والخنصر بكل سهولة ولكنه لن يستطيع أبدا فصل إصبعي دبلة الخطوبة وهذا ما عليه الرجل والمرأة في حال لبس الدبلة، فلا انفصال وابتعاد بل بقاء واتحاد رغم كل الصعاب وذلك المفترض.
ولكن بعد كل هذه المعاني والمعانقة تحل المفارقة فتنزع الدبلة.. ظاهرة تنتشر بين كثير من الأزواج فما الذي يعنيه الرجل من نزع الدبلة؟
هل هو تعبير عن رفضه واعتراضه على من صارت رفيقته في الحياة؟ أم هل يريد أن يشعر بالحرية حتى إذا اعترضت طريقه عابرة سبيل فنظرت إلى إصبعه فوجدته خاليا لتصبح قصة جديدة في حياته؟ أم أنها ضاقت على إصبعه فأصبحت تضايقه وتؤلمه فقرر الخلاص من ألمها المادي لا المعنوي؟ أكيد أن كل من ينزعها لديه جواب خاص به ولربما لا يحبذ أن يطلع عليه أحد.

 

التسميات : منوعات