2011-09-14

ذي جارديان"| اسرائيل تواجه عزلة اقليمية بالتحالف التركي- المصري المتوقع

|

http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/299271_258395707527996_201418223225745_827042_1686154523_n.jpg    

قالت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية في افتتاحيتها اليوم تعقيبا على التحالف التركي- المصري المتوقع مع بدء رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارة الى القاهرة اليوم الاثنين ان من شأن ذلك ان يعمق عزلة اسرائيل في المنطقة. واضافت ان زيارة اردوغان "ستتم مراقبتها كما لم تراقب أي زيارة أخرى. وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أيام فقط من اقتحام آلاف المصريين للسفارة الاسرائيلية في القاهرة.

وهرب الاسرائيليون الستة والثمانون الذين كانوا في داخل السفارة، وحوصر ستة حراس داخل غرفة محصنة ما اضطر القوات الخاصة المصرية إلى إنقاذهم، ولكن فقط بعد تدخل من البيت الأبيض. وما شعر به هؤلاء الدبلوماسيون هو غضب الشعب المصري الذي أحس بالإهانة نتيجة لقتل خمسة جنود مصريين عند الحدود مع اسرائيل قبل ثلاثة اسابيع. ومات جندي سادس يوم الأحد. وسيجلب إردوغان معه دعم بلاده وهي قوة إقليمية عضو في حلف "ناتو" قتل عدد من مواطنيها أيضا بأيدي جنود اسرائيليين على متن أسطول الحرية، الذي كان متجها إلى غزة العام الماضي، ويهدد الآن بإرسال سفن حربية لحماية أسطول الحرية المقبل. وإذا التقت قضية مصر ما بعد الثورة مع تركيا الصاعدة اقتصاديا ضد حليفتهما السابقة - وهناك كل المؤشرات على أنها ستلتقي - فإن عزلة اسرائيل في المنطقة ستكون شاملة.

وقد دُهش الجميع بسبب تسارع الأحداث. فالعاطفة المؤيدة للفلسطينيين لدى الآلاف الذين غُص بهم ميدان التحرير كانت كامنة أكثر من كونها ظاهرة للعيان. وتوقع المحللون آنذاك أن التحولات الكبرى في السياسة الخارجية ستنتظر التحولات الداخلية مثل الانتخابات والحكومة المدنية الجديدة. ووجدت اسرائيل نفسها من الناحية الثانية تنظر إلى الطريق الخطأ، وتستعد للاحتجاجات في الضفة الغربية وعلى الحدود السورية واللبنانية، والتي ستحدث عقب إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. ولم يتوقع أحد أن القوى التي اطلقها الربيع العربي ستتحول فجأة نحو سارية العلم الاسرائيلي في القاهرة.

الغضب الشعبي ناتج عن عاملين. الأول، هو أن الشارع المصري بعد سبعة شهور ونصف الشهر على الإطاحة بمبارك، ما يزال عند حافة التغيير في البلاد. فالمجلس العسكري الحاكم، الذي توجد فيه عناصر من النظام السابق، يلعب لعبة مزدوجة. فهو يؤكد للبعض استمرارية معاهدة السلام المصرية- الاسرائيلية، ويستخدم انهيار المعاهدة التدريجي للتأكيد على فقدان الكرامة والسيادة المصرية على سيناء للآخرين. وربما ليست صدفة أنه خلال الدراما التي وقعت في القاهرة يوم السبت لم يستطع أحد في البيت الابيض الوصول إلى رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر، المشير محمد حسين طنطاوي، على الطرف الآخر من الهاتف في نطاق الجهود لإنقاذ حراس الأمن الاسرائيليين المحاصرين. والعامل الثاني هو ان تحالفات اسرائيل القديمة كانت مع أنظمة، هي في العادة مستبدة، وليست مع الشعوب. أما الآن وقد أصبح الرأي العام قادرا على جعل نفسه محسوسا في المنطقة، فلن تقف مصر هادئة من جديد- كما فعلت عندما شنت اسرائيل حربها على قطاع غزة عام 2008- إذا اندلعت حرب جديدة.

ويواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الآن خيارا حقيقيا. اذ ان عليه أن يدرك أن توجيه الإهانة لتركيا من خلال رفض الاعتذار على قتل الناشطين على متن السفينة "مافي مرمرة" كان خطأ فادحا. وقد تمثلت العواقب الاستراتيجية على اسرائيل في تحالف تركي- مصري معاد لاسرائيل قد يستمر لسنوات. وهذه العواقب تفوق بكثير فوائد نصر تكتيكي حققه تقرير بالمر الذي اصدرته الأمم المتحدة. وهي فوائد استمرت أياما فقط. وتحتاج اسرائيل إلى ترميم العلاقات مع تركيا، والى عمل ذلك بسرعة. وقد ارتفع ثمن هذا التقارب الأسبوع الماضي، لكنه ما يزال يستحق ان يُدفع. وكان رد فعل نتنياهو على أحداث السبت الماضي في القاهرة، وفقا لمقاييسه هو، متوازنا ومعتدلا، ومن هنا فربما يدرك هو كذلك حقيقة الأمور.

والخيار الذي يواجهه نتنياهو واضح. فإما أن يستعد لحرب أخرى (كان رد وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أن اقترح قيام اسرائيل بتسليح حزب العمال الكردي)، أو أن يتقبل فكرة ان اسرائيل لم يعد بإمكانها بعد الآن فرض إرادتها على جيرانها المعادين والأضعف. ذلك ان هؤلاء الجيران يزدادون قوة، وهذا أحد العوامل. وقد عرضت صحيفة "هآرتس" الأمور بشكل قاطع. ففي افتتاحية حول مضايقة الركاب الاسرائيليين على متن طائرة تركية، انتقاما لمعاملة مماثلة مارستها السلطات الاسرائيلية بحق ركاب أتراك، لمحت الصحيفة إلى أن اسرائيل بحاجة للإذلال من أجل ان تحترم الآخرين. وليست هناك حاجة لتعرض أي جهة لمزيد من الإذلال، لكن احترام اسرائيل لجيرانها هو العنصر النادر.

0 Comments:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Animated Social Gadget - Blogger Tips and Widgets